للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

على قرنه فاغتسل، فهذا على خلاف ما قاله الخطابي، وابن الأنباري والصحابة أعرف بمقصود الرسول -صلى الله عليه وسلم- في خطابه، وإنما الوجهُ ما أخبرتُك به من عادات العرب في بلادهم، وقد قال إبراهيم الحربي في قوله: فأبردوها بالماء، قال هذا لأهل المدينة لو كان رجل بخراسان في الشتاء كان يصب عليه الماء فهذا يصدق ما ذهبتُ إليه والله أعلم، اهـ.

وقال بعضهم أيضا في قوله -صلى الله عليه وسلم-: الحمى من فيح جهنم فأبردوها بالماء، فقوله: من فيح جهنم يعني من اشتعال حرارة الطبيعة وهو يُشبه نار جهنم في كونه معذّبا ومذيبا للجسد (١).

وقوله: فأبردوها بالماء، أي اسقوا المحموم الماء البارد (٢).

قال الإمام التوربشتي (٣): قد وجدت [في كلام بعض الأطباء] المتدينين أن الماء من أنفع الأدوية في التبريد عن الحميات الحادة لأن الماء ينساغ بسهولة فيصل إلى أماكن العلة ويدفع حرارتها من غير حاجة إلى معاونة الطبيعة فلا تشتغل بذلك عن معاونة العلة، [والله أعلم بالصواب].

لطيفة يختم بها ذكر الحمى: قال ابن أبي حاتم (٤): حدثنا أبي حدثنا عبد الله بن صالح حدثنا الليث حدثني هشام بن سعد عن زيد بن أسلم عن أبيه أن


(١) المفاتيح (٥/ ٧٥).
(٢) الميسر (٣/ ١٠٠٣).
(٣) الميسر (٣/ ١٠٠٣ - ١٠٠٤).
(٤) تفسير ابن أبي حاتم (٦/ ٢٠٣١).