للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

قوله: "سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: إن الرقى والتمائم والتولة شرك" الحديث، أما الرقى فقال الحافظ المنذري قال أبو سليمان الخطابي (١) المنهي عنه من الرقى ما كان بغير لسان العرب فلم ندر ما هو إلى آخر كلامه في الترغيب. وأما التمائم فتقدم الكلام عليها في أول الباب. وأما التولة فقال الحافظ بكسر المثناة فوق وبفتح الواو شيء شبيه السحر أو من أنواعه تفعله المرأة ليحببها إلى زوجها، اهـ.

جعله من السحر لأنهم أرادوا بها دفع المقادير المكتوبة عليهم فطلبوا دفع الأذى من غير الله الذي هو دافعه واعتقدوا أن ذلك يؤثر ويفعل خلاف ما قدره الله تعالى (٢). وقال الخليل: التولة بكسر التاء وضمها ضرب من السحر (٣).

وقوله: "شرك" جعله من الشرك لاعتقادهم أن ذلك يؤثر ويفعل بخلاف قدرة الله عز وجل (٤). قوله في حديث زينب: "ولكن لو فعلتِ كما فعل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان خيرًا لك وأجدر أن تشفي تنضحي في عينك الماء" الحديث، وأجدر معناه أحق والنضح المراد به رش الماء في العين.


= دخل حذيفة على مريض فرأى في عضده سيرا فقطعه أو انتزعه، ثم قال: (وما يؤمن أكثرهم بالله إلا وهم مشركون). عزرة: هو ابن عبد الرحمن الخزاعي، روايته عن حذيفة مرسلة. والأثر بمجموع هذه الطرق ثابت إن شاء الله.
(١) معالم السنن (٤/ ٢٢٦).
(٢) النهاية (١/ ١٩٨).
(٣) الصحاح (٤/ ١٦٤٥).
(٤) كشف المناهج (٤/ ١٠٤).