للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

بالشين المعجمة والمهملة لغتان كما تقدم (١). قال ثعلب: معناه بالمعجمة أبعد الله عنك الشماتة وبالمهملة هو من السمت وهو القصد والهدى، وأجمعت الأمة على أنه مشروع ثم اختلفوا في إيجابه فأوجبه أهل الظاهر وابن مريم من المالكية على كل من سمعه لظاهر قوله في الحديث: فحقّ على كل من سمعه أن يُشمته (٢).

قال القاضي: والمشهور من [مذهبه] أنه فرض كفاية وبه قال جماعة من العلماء كردّ السلام، ومذهب الشافعي وأصحابه وآخرين [أنّه] سنة وأدب وليس بواجب، وحملوا الحديث على الندب والأدب، كقوله عليه السلام: حق على كل مسلم أن يغسِل في كل سبعة أيام. قال القاضي (٣): واختلف العلماء في كيفية الحمد والرد واختلفت فيه الآثار فقيل: يقول الحمد لله، وقيل: يقول الحمد لله رب العالمين، وقيل: يقول الحمد لله على كل حال، وقال ابن جرير: هو مخيّر بين هذا كلّه، وهذا هو الصحيح، وأجمعوا على أنه مأمور بالحمد وأما لفظ المشمت فقيل: يقول يرحمك الله، وقيل: يقول يرحمنا الله وإياكم. قال: واختلفوا في رد العاطس على المشمت فقيل: يهديكم الله ويصلح بالكم، وقيل: يقول يعفو الله لنا ولكم، وقال مالك والشافعي: يتخير بين هذين، هذا هو الصواب، فقد صحت الأحاديث بهما. قال: ولو تكرّر


(١) شرح النووي على مسلم (١٨/ ١٢٠).
(٢) شرح النووي على مسلم (١٨/ ١٢٠).
(٣) إكمال المعلم بفوائد مسلم (٨/ ٥٤١)، وشرح النووي على مسلم (١٨/ ١٢٠ - ١٢١).