للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

العطاس فقال مالك يشمته ثلاثا ثم يسكت.

وقوله: "إذا عطس أحدكم فحمد الله فشمتوه وإذا لم يحمد الله فلا تشمتوه" هذا تصريح بالأمر بالتشميت إذا حمد العاطس وتصريح بالنهي عن تشميته إذا لم يحمد الله فيكره تشميته إذا لم يحمد فلو حمد الله ولم [يسمع] الإنسان لم يشمته. وقال مالك: لا يشمته حتى يسمع حمدَه. قال القاضي: قال بعض شيوخنا: وإنما أمر بالحمد لما حصل له عن المنفعة بخروج ما اختنق في دماغه من الأبخرة (١)، اهـ. قاله في الديباجة.

[فأما من روى التسميت] [فأما] بالسين المهملة [من] السمت والسمت الدعاء، وقيل اشتقاق تسميت العاطس من السمت وهو الهيئة الحسنة أي جعلك الله على سمت حسن لأن هيئته تنزعج للعطاس ومنه حديث عمر: فينظرون إلى سمته وهديه أي حسنه هيئته ومنظره في الدين وليس من الحسن والجمال. وقيل: هو من السمت الطريق، يقال الزم هذا السمت وفلان حسن السمت أي حسن القصد. وأما من رواه بالشين المعجمة فيقال شمت فلان وشمتُّ عليه تشميتا فهو مُشمت واشتقاقه من الشوامت وهي القوائم [فإنه] دعاء للعاطس بالثبات على طاعة الله تعالى، وقيل معناه أبعدك الله عن الشماتة وجنّبك ما يشمت به عليك، قاله في النهاية (٢). والله أعلم].


(١) شرح النووي على مسلم (١٨/ ١٢١).
(٢) النهاية في غريب الحديث والأثر (٢/ ٥٠٠).