للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

أجلك. [قوله: "أذهب البأس" أي الشدة والمرض.

قوله: "ينكأ لك عدوا" هو بفتح أوله وآخره همزة ومعناه يؤلمه ويوجعه، قاله النووي في أذكاره (١)]. وفي البخاري (٢) ومسلم (٣) عن عائشة قالت كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إذا أتى إلى المريض فدعا له قال: أذهب البأس رب الناس واشف أنت الشافي لا شفاء إلا شفاؤك شفاء لا يغادر سقما.

قال النووي (٤): في هذا الحديث استحباب مسح المريض باليمين والدعاء له وقد جاءت فيه دعوات كثيرة صحيحة [جمعتها] في كتاب الأذكار وهذا المذكور هنا من أحسنها ومعنى لا يغادر سقما [ومعنى] لا يترك والسقم بضم السين وإسكان القاف وبفتحهما لغتان، اهـ. ومن أسماء الله تعالى الشافي ولم يرد به القرآن [اسما] لكن ورد فعلا في هذا الحديث وغيره. قال الحليمي (٥): ويجوز أن يقال في الدعاء يا شافي يا كافي لأن الله عز وجل يشفي الصدور من الشبّه والشكوك والحسد والغل والأبدان من الأمراض والآفات ولا يقدر على ذلك غيره ولا يدعى بهذا الاسم سواه ومعنى الشفاء دفع ما يؤذي أو يؤلم البدن فيجب على كل مكلف أن يعلم أن لا شافي على الإطلاق إلا الله وحده وقد بيّن ذلك رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بقوله لا شافي إلا أنت، فيعتقد


(١) الأذكار للنووي (ص: ١٣٥).
(٢) صحيح البخاري (٥٦٧٥).
(٣) صحيح مسلم (٢١٩١).
(٤) شرح النووي على مسلم (١٤/ ١٨٠).
(٥) الأسماء والصفات للبيهقي (١/ ٢١٩).