للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

الغنا بضمّ الميم أي تطمع فيه.

قوله: "ولا تمهل حتى إذا بلغت الحلقوم" بمعنى بلغت الحلقوم أي قاربت الروح بلوغ الحلقوم فهو إشارة إلى تأخير الصدقة إلى وقت حصول الموت وليس المراد حقيقة بلوغ الحلقوم إذ لو بلغته حقيقة لم تصح [منه] (١) وصية ولا صدقة ولا شيء من تصرفاته باتفاق الفقهاء وهي الحالة التي آمن فيها فرعون فلم ينفعه إيمانه، اهـ. قاله ابن عقيل وغيره. والحلقوم هو البلعوم، قاله ابن بطال (٢)، وهو مجرى النفس إلى الرئة والمريء مجرى الطعام والشراب إلى المعدة فيتصل بالحلقوم وهو أدق منه وأضيق وهو تحت المعدة. قاله صاحب المغيث وغيره. قوله في الحديث: "قلتَ لفلان كذا ولفلان كذا وقد كان لفلان كذا" الحديث. قال الخطابي رحمه الله (٣): المراد به الوارث، وقال غيره: المراد به سبق القضاء به للموصى له ويحتمل أن يكون المعنى أنه قد خرج عن تصرفه وكمال ملكه واستقلاله بما شاء من التصرف فليس له في وصيته كثير الثواب بالنسبة إلى صدقة الصحيح الشحيح والله تعالى أعلم. وفي قوله: "وقد كان لفلان" دليل على أنه إذا أضرّ في الوصية فإن للورثة أن يبطلوها لأنها حينئذ [مالهم] ألا تراه يقول: وقد كان لفلان يريد الوارث.


(١) سقط هذا اللفظ من النسخة الهندية.
(٢) شرح صحيح البخاري لابن بطال (١/ ١٩٦).
(٣) إكمال المعلم بفوائد مسلم (٣/ ٥٦٥)، وشرح النووي على مسلم (٧/ ١٢٣).