للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

كَذَا وَقد كَانَ لفُلَان كَذَا رواه البخاري (١) ومسلم (٢) والنسائي (٣) وابن ماجه (٤) بنحوه، وأبو داود (٥) إِلَّا أَنه قَالَ أَن تصدق وَأَنت صَحِيح حَرِيص تَأمل الْبَقَاء وتخشى الْفقر قوله: "وعن أبي هريرة" تقدمت ترجمته.

قوله: "جاء رجل إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال: يا رسول الله أي الصدقة أعظم؟ قال: أن تصدق وأنت صحيح شحيح تخشى الفقر وتأمل الغنا" الحديث.

قال الخطابي رحمه الله: الشح أعظم من البخل وكأن الشح جنس والبخل نوع وأكثر ما يقال البخل في أفراد الأمور والشح عام كالوصف اللازم وما هو من قبل الطبع. قال: فمعنى الحديث أن الشح غالب في حال الصحة فإذا سمح فيها وتصدق كان أصدق في نيته وأعظم لأجره بخلاف من أشرف على الموت وأيس من الحياة ورآى مصير المال لغيره فإن [صدقته] حينئذ ناقصة بالنسبة إلى حال الصحة والشح ورجاء البقاء وخوف الفقر اهـ. فالحكمة [فيه أن] الإنسان ما دام حيا فهو ضنين بما له شديد المحبة له فإخراج الصدقة في صحته يؤذن بقهره نفسه وسخاوته والله أعلم، وفيه من العفة أن الصحيح يضع ماله حيث شاء من المباح وله أن يشح به على من لا يلزمه فرضه وفيه المنع من الإضرار بالوصية عند الموت، اهـ. قوله: وتأمل


(١) صحيح البخاري (١٤١٩).
(٢) صحيح مسلم (١٠٣٢).
(٣) سنن النسائي (٥/ ٦٨).
(٤) سنن ابن ماجه (٢٧٠٦).
(٥) وأبو داود (٢٨٦٥).