للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

فائدة فيها بشرى: فما يجلبه الموت على الإسلام من المنافع المتقدمة عليه وقوع البشرى عند الموت برحمة الله تعالى وجنته، وقد قال الله سبحانه وتعالى: {الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ (٦٣) لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ} (١)، قال بعض المفسرين: البشرى في الحياة الدنيا هي البشرى الواقعة عند الموت.

وقيل غير ذلك، وقد جاء في البشرى عند الموت عن محمد بن كعب القرظي (٢) قال: إذا استنقعت نفس العبد المؤمن جاء ملك الموت فقال: السلام عليك يا ولي الله، الله يقرأ عليك السلام، ثم قرأ: {الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ طَيِّبِينَ يَقُولُونَ سَلَامٌ عَلَيْكُمُ}، وممن نص على تسليم الملائكة على المؤمن عند الموت عبد الله بن مسعود والبراء بن عازب وغيرهما. وعن مجاهد أن المؤمن يُبَشّر بصلاح ولده من [بعده] لتقرّ عينه.

واعلم أن البشرى تتكرر للمؤمنين في الحياة الدنيا وفي البرزخ ويوم البعث وفي الجنة، والبشرى العامة لهم من الله تعالى قد نطق بها القرآن في غير موضع كما في قوله: {قُلْ نَزَّلَهُ رُوحُ الْقُدُسِ مِنْ رَبِّكَ بِالْحَقِّ لِيُثَبِّتَ الَّذِينَ آمَنُوا وَهُدًى وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ (١٠٢)} (٣)، [وقوله تعالى: {وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ


(١) سورة يونس، الآيتان: ٦٣ - ٦٤.
(٢) الزهد لابن المبارك (٤٤٢)، وتفسير الطبري (١٤/ ١٠١)، والعظمة (٤٣٨).
(٣) سورة النحل، الآية: ١٠٢.