للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

يكن شَيْء أكره إِلَيْهِ من لِقَاء الله وَكَانَ الله للقائه أكره.

قوله: "وعن أنس" تقدمت ترجمته -رضي الله عنه-.

قوله -صلى الله عليه وسلم-: "من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه" الحديث، قال صاحب النهاية (١): المراد بلقاء الله المصير إلى الدار الآخرة وطلب ما عند الله وليس الغرض [به] الموت لأنّ كلا يكرهه، اهـ. وتقدم معنى محبة الله تعالى لعبده وبغضه له. وقوله -صلى الله عليه وسلم-: "من كره لقاء الله كره الله لقاءه" الحديث. قال في شرح مسلم (٢): هذا الحديث يفسّر آخره أوله ويبين المراد [باقي] الأحاديث المطلقة: من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه ومعنى الحديث أن الكراهة المعتبرة هي التي تكون عند النزع في حالة لا تقبل توبة ولا غيرها فحينئذ يبشّر كل إنسان بما هو صائر إليه وما أعد الله له ويكشف له عند ذلك، فأهل السعادة يحبون الموت ولقاء الله لينتقلوا إلى ما أعدّ لهم ويحب الله لقاءهم أي فيجزل لهم العطاء والكرامة، وأهل الشقاوة يكرهون لقاء الله لما علموا من سوء ما ينتقلون إليه ويكره الله لقاءهم أي يبعدهم عن رحمته وكرامته ولا يريد ذلك بهم وهذا معنى كراهيته سبحانه لقاءهم وليس معنى الحديث أن سبب كراهة الله تعالى لقاءهم كراهتهم ذلك ولا أنّ حبّه لقاء الآخرين حبهم ذلك بل هو صفة لهم والله أعلم.


(١) النهاية في غريب الحديث والأثر (٤/ ٢٦٦).
(٢) شرح النووي على مسلم (١٧/ ٩).