للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

لطيفة جليلة: قال سليمان بن عبد الملك لأبي حازم يا أبا حازم ما لنا نكره الموت؟ قال لأنكم عمرتم دنياكم و [أخربتم] أخراكم فأنتم تكرهون النقلة من العمران إلى الخراب. قال: كيف القدوم على الله تعالى؟ قال: يا أمير المؤمنين أما المحسن [فكالغائب] يأتي أهلها فرحا مسرورا وأما المسيء فكالعبد الآبق يأتي مولاه خائفا محزونا.

وقال أحمد بن أبي الحواري: قال أبو سليمان الداراني: رحمة الله عليه الناس رجلان رجل أحب الله وأحب الموت شوقا إلى الله ورجل أحب البقاء لإقامة حق الله. قال: فوثب غلام لم يحتلم فقال: ورجل ثالث أو قال ورجل آخر. فقال أبو سليمان: ومن هو؟ فقال: من لم يختر هذا ولا هذا اختار ما اختار الله عز وجل له. فقال أبو سليمان احتفظوا بالغلام فإنه صدّيق، اهـ. قاله صاحب العاقبة (١). قوله في حديث أنس: "ولكن المؤمن إذا حُضر جاءه البشير من الله عز وجل" الحديث.

فائدة: لما احتضر عامر بن عبد الله (٢) بكى وقال لمثل هذا المصرع فليعمل العاملون، اللهم إني أستغفرك من تقصيري وتفريطي وأتوب إليك من جميع ذنوبي لا إله إلا الله، ثم لم يزل يردّدها حتى مات.

وقال عمرو بن العاصي عند موته (٣): اللهم أمرتنا فعصينا ونهيتنا فركبنا


(١) العاقبة في ذكر الموت (ص ٣٣)، والروضة الريا فيمن دفن بداريا (١/ ٩٢).
(٢) المحتضرين لابن أبي الدنيا (١٧٦).
(٣) المستطرف في كل فن مستظرف (ج ٢/ ص ٥٧٤)، وشذرات الذهب (ج ١/ ص ٥٣)، والنجوم الزاهرة (ج ١/ ص ١١٥).