للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

فيقولون: نعم. فيقول: فماذا قال عبدي؟ فيقولون: حمدك واسترجع" الحديث. أي قال: الحمد لله، إنا لله وإنا إليه راجعون. وفي معنى هذا الحديث ما روي في صحيح البخاري (١) عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: يقول الله تعالى: ما لعبدي المؤمن جزاء إذا قبضت صفيّه من أهل الدنيا ثم احتسبه إلا الجنة. وفي الأثر: أن موسى عليه الصلاة والسلام قال: يا رب أي خلقك أحبّ إليك، قال: من إذا أخذت منه محبوبه سالمني. قال: فأي خلقك أنت عليه ساخط؟ قال: من يستخيرني في أمر فإذا قضيت له سخط قضائي.

وفي أثر إسرائيلي: أن موسى عليه الصلاة والسلام سأل ربه تبارك وتعالى عما يدني من رضاه فقال: إن رضاي في رضاك بقضائي، انتهى. الشيطان إنما يظفر بالإنسان غالبا عند السخط والشهوة فهناك يصطاده ولا سيما إذا استحكم سخطه، وذكر مسلم بن الحجاج (٢) عن أسامة بن زيد -رضي الله عنه- قال: كنا عند النبي -صلى الله عليه وسلم- فأرسلت إليه إحدى بناته تدعوه وتخبره أن صبيا لها أو ابنا لها في الموت. فقال للرسول ارجع إليها فأخبرها أن لله ما أخذ وله ما أعطى وكل شيء عنده بأجل مسمى فمرها فلتصبر ولتحتسب. فعاد الرسول فقال: إنها قد أقسمت لتأتينّها. قال: فقام رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقام معه سعد بن عبادة


(١) صحيح البخاري (٦٤٢٤).
(٢) صحيح مسلم (١١) (٩٢٣)، وصحيح البخاري (١٢٨٤).