للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

"فأرسل ابن عمر خبابا إلى عائشة يسألها عن قول أبي هريرة ثم يرجع فيخبره الحديث، وإنما بعث ابن عمر إلى عائشة يسألها بعد إخبار أبي هريرة لأنه خاف على أبي هريرة النسيان والاشتباه فلما وافقته عائشة علم أنه حفظ وأتقن -رضي الله عنه- (١).

قوله: "وأخذ بن عمر قبضة من حصى المسجد يقلّبها في يده حتى يرجع. فقال: قالت عائشة صدق أبو هريرة" الحديث، الحصى مقصور جمع حصاة وهكذا هو في معظم الأصول، وفي بعضها حصباء بالباء والمد عكس الأول وكلاهما صحيح، والحصباء هو الحصى وفيه أنه لا بأس بمثل هذا الفعل (٢).

قوله -رضي الله عنه-، فقال: لقد فرطنا في قراريط كثيرة. أي ضيّعنا حيث قصّرنا في اتباع الجنازة في قراريط كثيرة وفيه ما كانت الصحابة عليه من الرغبة في الطاعات حين تبلغهم والتأسف على ما يفوتهم فيها وإن كانوا لا يعلمون عظم موقعه (٣) وفرطت إشارة إلى ما ورد في القرآن {أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَا عَلَى مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ}، ومعناه ضيّعت من أمر الله، وذكره البخاري مناسبة لقوله فرّطنا (٤).


(١) شرح النووي على مسلم (٧/ ١٦ - ١٧).
(٢) شرح النووي على مسلم (٧/ ١٦).
(٣) شرح النووي على مسلم (٧/ ١٥).
(٤) الكواكب الدراري (٧/ ١١٠).