للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

قوله: من عزّى مصابا فله مثل أجر صاحبه، الحديث. قال الشيخ عز الدين بن عبد السلام (١) معناه فله مثل أجر صبره فإن المصيبة ليست من فعله حتى يؤجر عليها، وقد قال الله تعالى {إِنَّمَا تُجْزَوْنَ مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ} فلا أجر ولا جزاء إلا بمكتسب في نفسه أو مكتسب بسببه فالتعزية لم يبيّن ما هي وهي في اللغة التسلية عن المصيبة والصبر عليها وهي في الشرع التصبر، يقال: عزيته أي أمرته بالصبر والعزاء بالمد الصبر.

وقال في المهذب (٢): الأولى فيها تعزية [الخضر] ومن خواص هذه الأمة القول عند المصيبة: إنا لله وإنا إليه راجعون، وقد روى البيهقي أن النبي -صلى الله عليه وسلم- عزّى رجلا بولد له مات (٣)، وروى شيخه الحاكم عن معاذ أنه مات له ابن فكتب إليه النبي -صلى الله عليه وسلم- يعزيه: بسم الله الرحمن الرحيم من محمد -صلى الله عليه وسلم- إلى معاذ بن جبل سلام عليك فإني أحمد [إليك] الله الذي لا إله إلا هو، أما بعد فأعظم الله لك الأجر وألهمك الصبر ورزقنا وإياك الشكر فإن أنفسنا وأموالنا وأهلينا من مواهب الله عز وجل الهنيّة وعواريه المستردّة متّعك الله به في غبطة وسرور وقبضه منك بأجر والصلاة والرحمة والهدى إن احتسبته فاصبر ولا [يحبط] جزعك أجرك فتندم واعلم أن الجزع لا يردّ شيئا ولا


(١) الامام في بيان أدلة الأحكام (ص ١٧٦)، وقواعد الأحكام (١/ ١٣٦).
(٢) المهذب (١/ ٢٥٧) وزاد: وهو يقول: إن في الله سبحانه عزاء من كل مصيبة وخلفًا من كل هالك ودركًا من كل فائت فبالله فثقوا وإياه فارجوا فإن المصاب من حرم الثواب.
(٣) السنن الكبرى (٤/ ٩٩ رقم ٧٠٩٢) عن أبى خالد يعنى الوالبى وقال: وهذا مرسل.