للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

قوله: "يا ويلها" معناه يا حزني احضر فهذا أوانك، فإن قلت: كأن القياس أن يقال يا ويلي. قلت: أضاف إلى الغائب حملا على المعنى كأنه لما أبصر نفسه غير صالحة [نفر عنها] وجعلها كأنه غيره أو كره أن يضيف الويل إلى نفسه (١).

قوله: "قالت قدموني" قال ابن بطال (٢) قدموني أي إلى العمل الصالح الذي عملته [يعني] إلى ثوابه، وفي لفظ: يسمع صوتها كل شيء، دلالة أن القول ها هنا حقيقة لا مجاز وأنه تعالى يحدث النطق في الميت إذا شاء، وقالت: يا ويلها لأنها تعلم [أنها] لم تقدِّم خيرا [وأنها] تَقْدُم على ما يسوءها فتكره القدوم عليه، والضمير في: لو سمعه، راجع إلى دعائه بالويل على نفسها أي تصيح بصوت منكر لو سمعه الإنسان لأغشي عليه، اهـ قاله الكرماني (٣).

الفائدة الثانية في حمل الجنازة: واعلم أن حمل الجنازة فرض كفاية إن احتيج إليه وإلا سقط (٤).

قال الشافعي -رضي الله عنه-: وليس في حمل الجنازة دناءة ولا إسقاط مروءة بل ذلك مكرمة وثواب وبر وفعل أهل الخير، فعله رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ثم الصحابة


= مباشرة.
(١) الكواكب الدراري (٧/ ١٠٤) وعبارته: معناه يا حسرتي احضري فهذا أوانك.
(٢) الكواكب الدراري (٧/ ١٠٤).
(٣) الكواكب الدراري (٧/ ١٠٥).
(٤) المجموع (٥/ ٢٧٠).