للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

النفي؟ قلت: هو التغليظ اللهم إلا أن يفسّر دعوى الجاهلية بما يوجب الكفر نحو تحليل الحرام وعدم التسليم لقضاء الله، فحينئذ يكون النفي حقيقة (١).

وقوله: "ودعا بدعوى الجاهلية" فهو ما كانت العرب تقوله عند موت الميت كقولهم واجبلاه واسنداه واسيداه واكهفاه ونحو ذلك (٢) فكل ذلك حرام باتفاق الأصحاب، والذي وقع في كلامهم فيه التعبير بالكراهة فمراده كراهة التحريم (٣).

قال إمام الحرمين: والإفراط في رفع الصوت في معنى شق الجيب ما لم يكن مغلوبا على ذلك غير مختار (٤) اهـ.

والمراد من الدعوى النداء والمعنى ونادى بمثل نداء الجاهلية وذلك أن الرجل منهم إذا غلب في الخصام ونيل منه نادى بأعلى صوته يا آل فلان مستصرخا قومه فأتاه الصريخ من هنا وهنا [فهو] (٥) مهرولين نحوه قائمين بنصره ظالما كان أو مظلوما فأعلمهم النبي -صلى الله عليه وسلم- أن الذي يبتغي في الإسلام سنة الجاهلية أنه من أهل جهنم، كذا قاله شارح مشارق الأنوار (٦)، والمراد بالجاهلية ما كان في الفترة قبل الإسلام، وتقدم الكلام على الفترة.


(١) الكواكب الدراري (٧/ ٨٨).
(٢) إحكام الأحكام (١/ ٣٧٣)، ورياض الأفهام (٣/ ٢٧٢).
(٣) المجموع (٥/ ٣٠٧).
(٤) المجموع (٥/ ٣٠٧).
(٥) سقط هذا اللفظ من النسخة الهندية.
(٦) حدائق الأزهار (لوحة ١٣٩/ مخ ٨٧٧٨١ كتبخانة).