للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

والصلق، هذا هو المشهور عند أهل اللغة.

وقال ابن الأعرابي (١) الصلق ضرب الوجه ويجوز أن يراد التي تلطم وجهها، وقيل: الصالقة هي الشديدة الصوت، وقيل: الصلق الولولة والحالقة التي تحلق شعرها عند المصيبة، اهـ، قاله الحافظ وفي معناه قطعه وحرقه، والشاقة التي تشق ثوبها، اهـ. قاله الحافظ.

قال بعض العلماء: وفي معنى ذلك التي تصبغ ثيابها بما يفسد ماليتها من سواد ونحوه، ففي هذا الحديث دليل على تحريم هذه الأفعال القبيحة الدالة على التسخط وعدم الرضى بما قضاه الله تعالى، والمعنى في تحريم ذلك أنه يشبه التظلم ممن ظلمه والاستعانة من ذلك وذلك عدل من الله العزيز الحكيم، اهـ. قاله الشيخ تقي الدين الحصني (٢).

ومتى حصل شيء من هذه الأشياء فإثمه على فاعله خاصة لقوله تعالى: {وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى} (٣)، وما أحسن قول الشيخ جمال الدين بن نباتة:

ولو جاز فرط الحزن لم يستفد به ... فما بالنا لا نستفيد ونأثم

وفي الحديث إشارة إلى أنه ينبغي للإنسان التبري من أهل هذه البدع


(١) شرح النووي على مسلم (٢/ ١١٠)، والإعلام بفوائد عمدة الأحكام (٤/ ٤٨٤) وحكى القاضي عياض: عن ابن الأعرابي: أن الصلق ضرب الوجه وهو غريب، والمشهور المعروف ما أسلفناه. وقال ابن حجر في فتح الباري (٣/ ١٦٦) الصلق ضرب الوجه حكاه صاحب المحكم والأول أشهر.
(٢) كفاية الأخيار (ص ١٦٥ - ١٦٦).
(٣) سورة الأنعام، الآية: ١٦٤.