للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وَاسْتمرّ النَّهْي فِي حق النِّسَاء وَقيل كَانَت الرُّخْصَة عَامَّة وَفِي هَذَا كَلَام طَوِيل ذكرته فِي غير هَذَا الْكتاب وَالله أعلم.

قوله: "وعن ابن بريدة عن أبيه" اسمه بريدة بن الحصيب، بضم الحاء المهملة، ابن عبد الله بن الحارث بن الأعرج بن سعد بن رزاح الأسلمى.

سكن المدينة، ثم البصرة، ثم مرو، وتوفى بها سنة اثنتين وستين، وهو آخر من توفى من الصحابة، رضى الله عنهم، بخراسان. روى له عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- مائة حديث وأربعة وستون حديثا، اتفق البخارى ومسلم على حديث، وانفرد البخارى بحديثين، ومسلم بأحد عشر. أسلم بريدة قبل بدر، ولم يشهدها، وقيل: أسلم بعدها. روى عنه ابناه عبد الله، وسليمان (١).

قوله -صلى الله عليه وسلم-: "قد كنت نهيتكم عن زيارة القبور فقد أذن لمحمد في زيارة قبر أمه فزوروها فإنها تذكر الآخرة" الحديث. قال الحافظ رحمه الله تعالى: قد كان النبي -صلى الله عليه وسلم- نهى عن زيارة القبور نهيا عاما للرجال والنساء ثم أذن للرجال في زيارتها واستمر النهي في حق النساء. وقيل: كانت الرخصة عامة، وفي ذلك كلام طويل ذكره الحافظ في غير هذا الكتاب، اهـ.

حديث ابن بريدة هذا من الأحاديث التي تجمع الناسخ والمنسوخ وهو صريح في نسخ نهي الرجال عن زيارة القبور وأجمعوا على أن زيارتها مندوب إليها وقد أمر النبي -صلى الله عليه وسلم- بذلك (٢).


(١) تهذيب الأسماء واللغات (١/ ١٣٣).
(٢) شرح النووى على مسلم (٧/ ٤٦ - ٤٧).