للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

أمرها بالصبر وقال: زوروا القبور فإنها تذكركم الآخرة وذلك يحتاج إليه كل أحد على أن حديث نهي النساء مختلف في صحته (١).

وأما قوله: "كنت نهيتكم" فقد استدل بعضهم على تقدم النهي للرجال أيضا ثم هذا النهي إنما هو للمكثرات من الزيارة لأن زوارات للمبالغة ويقال أن النساء إنما منعن من إكثار الزيارة لما يؤدي إليه من تضييع حقوق الزوج والتبرج والشهوة والتضييع [بمن] يلازم القبور لتعظيمها ولا يخاف من الصراخ والنواح وغير ذلك من المفاسد على هذا يفرق بين الزائرت [والزوار] والصحيح نسخ المنع عن الرجال والنساء كما تقدم (٢)] (٣).

وفي صحيح مسلم (٤) عن أبي مرثد الغنوي أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: لا تجلسوا على القبور ولا تصلوا إليها، وفي هذا إبطال قول من زعم أن النهي عن الصلاة فيها لأجل النجاسة فهذا أبعد شيء عن [مقاصد] الرسول -صلى الله عليه وسلم- ألا ترى أن قبور الأنبياء من أطهر البقاع فإن الله حرم على الأرض أن تأكل أجسادهم وإنما أراد عليه الصلاة والسلام المنع [بفتنتها] كما افتتن قوم نوح ومن بعدهم ومعلوم أن إيقاد السرج عليها إنما لعن [فاعله] لكونه وسيلة إلى


(١) المجموع شرح المهذب (٥/ ٣١١) والمفهم (٨/ ١٠٧).
(٢) المفهم (٨/ ١٠٨).
(٣) وقع تأخير لهذه الصحيفة في النسخة الهندية، وأدرجت بعد قوله: (فهذه ثلاثة أمور ينبغي لمن قسى قلبه ولزمه ذنبه أن يستعين به على [دوائه]).
(٤) صحيح مسلم (٩٧ - ٩٧٢).