للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

قوله -صلى الله عليه وسلم-: "إن الموتى ليعذبون في قبورهم" الحديث. والعذاب هو العقوبة وإنما لم يسمعه من يعقل من الجن والإنس لقوله في الحديث الآخر: لولا أن تدافنوا لدعوت اللّه أن يسمعكم عذاب القبر، وسيأتي الحديث بعد [فكتمه] اللّه سبحانه وتعالى عنا حتى نتدافن بحكمته الإلهية ولطائفه الربانية لغلبة الخوف عند سماعه فلا يقدر على القرب من القبر [للدفن] أو يهلك الحي عند سماعه إذ لا يُطاق سماع شيء من عذاب اللّه في هذه الدار لضعف هذه القوى ألا ترى أنه إذا سمع الناس صوت صعقة الرعد القاصف أو [الزلازل] الهائلة هلك كثير من الناس وأين صعقة الرعد من صيحة الذي تضربه الملائكة بمطارق الحديد التي يسمعها كلّ من يليه، وقد قال -صلى الله عليه وسلم- في الجنازة: لو سمعها إنسان لصعق. قلت: هذا وهو على رؤوس الرجال من غير ضرب ولا هوان فكيف إذا حل به الخزي والنكال واشتد عليه العذاب والوبال فنسأل اللّه تعالى معافاته ومغفرته وعفوه ورحمته بمنه وكرمه. قاله القرطبي في التذكرة. (١)

قوله -صلى الله عليه وسلم-: حتى أن البهائم لتسمع أصواتهم، الحديث.

فائدة: قال بعض أهل العلم، ولهذا السبب [تذهب] الناس بدوابهم إذا مغِلتْ إلى قبور اليهود والنصارى والمنافقين. قالوا: فإذا سمعتُ الخيل عذاب القبر أحدّث ذلك فزعا وحرارة تذهب المغل (٢).


(١) التذكرة بأحوال الموتى وأمور الآخرة (ص: ٤٠٨).
(٢) الروح (ص ٥٣).