للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وكانت الزكاة عن شماله وكان فعل الخيرات عند رجله. قال: فيؤتى من قبل رأسه فتقول الصلاة ما قبلي مدخل، وكذلك يقول الصيام وكذلك الزكاة وكذلك فعل الخيرات"، الحديث. قال الإمام أبو عبد الله القرطبي: هذا لمن أخلص في عمله لله عز وجل وصدق الله في قوله وفعله وأحسن نيته له في سره وجهره فهو الذي تكون أعماله حجة له ودافعة عنه فلا تعارض بين هذا الحديث وبين ما تقدم من الأحاديث فإن الناس مختلفوا الحال في خلوص الأعمال، اهـ. قاله في التذكرة (١).

قوله: "فيقال له اجلس فيجلس قد مثلت له الشمس وقد دنَت للغروب" وفيه: "فيقول دعوني حتى أصلي" الحديث، ولعل هذا ممن وقي فتنة القبر فلا تعارض والحمد لله قاله في التذكرة (٢). أيضا قوله -صلى الله عليه وسلم-: "ويعاد الجسد لما بدئ منه فتجعل نسمته في النسم الطيب " الحديث. قال الحافظ رحمه الله تعالى: النسمة الروح وهي بفتح النون والسين، اهـ. ويدل على ذلك قوله -صلى الله عليه وسلم- في الحديث نفسه حتى يرجعه الله إلى جسده ثم يبعثه، [انتهى]. وقال أبو عمر بن عبدالبر (٣): فالنسمة [هنا] الروح. وقال: وقيل النسمة الروح والنفس والبدن وأصل هذه اللفظة أعني النسمة الإنسان بعينه وإنما قيل للروح نسمة والله أعلم لأن حياة الإنسان بروحه فإذا فارقته عُدِم أو صار [كالمعدوم]،


(١) التذكرة بأحوال الموتى وأمور الآخرة (ص: ٤٠٥).
(٢) التذكرة بأحوال الموتى وأمور الآخرة (ص: ٤٢٣).
(٣) ابن عبد البر في التمهيد (١١/ ٥٨).