للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

اللحم إنما يأكلن العلقة من الطعام، وأصل اللفظة من التعلق وهو ما يعلق القلب والنفس من الغداء. قال: واختلف العلماء في معنى هذا الحديث أيضا، فقال قائلون: أرواح المؤمنين عند الله في الجنة شهداء كانوا أو غير شهداء إذ لم يحبسهم عن الجنة كبيرة ولا دين وتلقاهم ربهم بالعفو عنهم والرحمة لهم. قال: واحتجوا بأن هذا الحديث لم يخص فيه شهيدا من غير شهيد واحتجوا أيضًا بما روي عن أبي هريرة (١) أن أرواح الأبرار في عليين وأرواح الفجار في سجين، وعن عبد الله بن عمر [مثل] ذلك.

قال أبو عمر بن عبد البر (٢) وهذا قول يعارضه من السنة ما لا مدفع في صحة نقله وهو قوله -صلى الله عليه وسلم-: "إذا مات أحدكم عرض عليه مقعده بالغداة والعشي"، الحديث. قلت: لا تعارض بين قوله -صلى الله عليه وسلم-: نسمة المؤمن طائر يعلق في شجر الجنة، وبين قوله -صلى الله عليه وسلم-: [إن أحدكم إذا مات] عرض عليه مقعده بالغداة والعشي، وهذا الخطاب يتناول [الميت على فراشه والشهيد كما أن قوله نسمة المؤمن طائر يعلق في شجر الجنة يتناول] (٣) الشهيد وغيره ومع كونه يُعرض عليه مقعده بالغداة والعشي ترد روحه أنهار الجنة وتأكل من ثمارها وأما المقعد الخاص به والبيت الذي أُعدّ له فإنما يدخله يوم القيامة ويدل عليه أن منازل الشهداء ودورهم وقصورهم التي أعد الله لهم


(١) الروح (ص: ٩٥).
(٢) ابن عبد البر في التمهيد (١١/ ٦٠).
(٣) سقطت هذه العبارة من النسخة الهندية.