للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

-صلى الله عليه وسلم- نسمة المؤمن طائر يعلق، الحديث هو على ظاهره لا على ظن أهل الجهل وإنما أخبر -صلى الله عليه وسلم- أن نسمة المؤمن طائر يعلق بمعنى أنها تطير في الجنة لا أنها [تمسخ] في صور الطير وهذا الذي قاله في غاية الفساد لفظا ومعنى فإن حديث نسمة المؤمن طائر يعلق في شجر الجنة غير حديث أرواح الشهداء في حواصل طير خضر، والذي ذكره يحتمل في الحديث الأول وأما الحديث الثاني فلا يحتمله بوجه من الوجوه فإنه -صلى الله عليه وسلم- أخبر أن أرواحهم في حواصل طير خضر وأن تلك تسرح في الجنة تأكل من ثمارها وتشرب من أنهارها ثم تأوي إلى قناديل تحت العرش هي لها كالأوكار للطائر (١)، اهـ. [وهذا] في الشهداء وقد ثبت أن أرواحهم في الجنة تسرح حيث شاءت وعلم من هذا أن الأمر يختلف بحسب حال الأرواح في القوة والضعف والكبر والصغر فللروح العظيمة الكبيرة من ذلك ما ليس لمن هو دونها (٢) والله أعلم.

قوله: "يعلق في شجر الجنة" بضم اللام أي يأكل. قاله الحافظ، وقال في كتاب الروح (٣) يعلق يروى بفتح اللام وهو الأكثر ويروى بضم اللام والمعنى واحد وهو الأكل والرعي. يقول: يأكل من ثمار الجنة ويسرح بين أشجارها والعلوقة [والمعلاق] والعلوق الرعي، تقول العرب: ما ذاق اليوم علوقا أي طعاما، ومنه قول عائشة -رضي الله عنه-: والنساء إذ ذاك خفاف لم يغشهن


(١) الروح (ص ١١٢).
(٢) الروح (ص ١٠٢).
(٣) الروح (ص: ٩٥).