بعضهم: التوكل هو انطراح القلب بين يدي الله تعالى كانطراح الميت بين يدي الغاسل، يقلّب كيف يشاء. وقال سهل: التوكل الاسترسال مع الله تعالى على ما يريد، وتقدم الكلام على معنى التوكل والله تعالى أعلم.
٥٤١٠ - وَعَن عبد الله بن الْحَارِث قَالَ كنت عِنْد عَائِشَة -رضي الله عنه- وَعِنْدهَا كَعْب الْأَحْبَار فَذكر إسْرَافيل فَقَالَت عَائِشَة يَا كعْب أَخْبرنِي عَن إسْرَافيل فَقَالَ كعْب عنْدكُمْ الْعلم قَالَت أجل قَالَت فَأَخْبرنِي قَالَ لَهُ أَرْبَعَة أَجْنِحَة جَنَاحَانِ فِي الْهَوَاء وَجَنَاح قد تسربل بِهِ وَجَنَاح على كَاهِله والقلم على أُذُنه فَإِذا نزل الْوَحْي كتب الْقَلَم ثمَّ درست الْمَلَائِكَة وَملك الصُّور جاث على إِحْدَى رُكبَتَيْهِ وَقد نصب الْأُخْرَى فالتقم الصُّور يحني ظَهره وَقد أَمر إِذا رأى إسْرَافيل قد ضم جنَاحه أَن ينْفخ فِي الصُّور فَقَالَت عَائِشَة هَكَذَا سَمِعت رَسُول الله -صلى الله عليه وسلم- يَقُول رواه الطبراني في الأوسط بإسناد حسن (١).
قوله:"وعن عبد الله بن الحارث" هو أبو الوليد، عبد الله بن الحارث بن سراقة البصري. نسيب محمد بن سيرين، قيل: هو ختنه على أخته، وهو والد
(١) المعجم الأوسط (٩٢٨٣)، وأخرجه أبو الشيخ في العظمة (٣٨٥) وقال الهيثمي والسيوطي: إسناده حسن انظر: المجمع ١٠/ ٣٣١ - الدر المنثور ٧/ ٢٥٣) قلت: بل ضعيف لضعف علي بن زيد بن جدعان، وقد خولف في شيخه كما سيأتي. واختلف فيه على مؤمل، فقال نوح بن حبيب القُوْمَسي: ثنا مؤمل ثنا حماد بن سلمة عن علي بن زيد عن عبد الله بن الحارث به. أخرجه أبو الشيخ في العظمة (٢٨٦) ولم ينفرد مؤمل به بل تابعه عفان بن مسلم البصري ثنا حماد بن سلمة به. أخرجه أبو نعيم في الحلية (٦/ ٤٧ - ٤٨)، وقال: غريب من حديث كعب لم يروه عنه إلا عبد الله بن الحارث وضعفه الألباني في السلسلة الضعيفة (٦٨٩٥)، وضعيف الترغيب والترهيب (٢/ ٤٠٩).