للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

القلم وراء شحمة أذنه وسعة ما بين منكبيه مسيرة خمس مائة عام، ورأسه تحت العرش، ورجلاه في تخوم الأرضين السابعة، نصفه نار ونصف من ثلج، فلا النار تذيب الثلج ولا الثلج يطفئ النار، وهو يقول: اللهم كما ألفت بين بارد وحار ألّف بين قلوب عبادك المؤمنين، انتهى. والصور قرن ينفخ فيه، قال مجاهد كهيئة البوق، كما تقدم. قال ابن عباس رضي الله تعالى عنهما (١): الناقور الصور. وقال الله تعالى: {فَإِذَا نُقِرَ فِي النَّاقُورِ} (٢)، أي نفخ في الصور، والملك الذي وكل به بهذه النفخة وجعل على يده هذه الصعقة قد استعد لها وتهيأ لإمضائها. وذكر أبو الحسن بن صخر في فوائده من حديث أبي هريرة قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: مازال صاجط الصور منذ وكل به مستعدًا ينظر نحو العرش أن يؤمر فينفخ قبل أن يرتد إليه طرفه، كأن عيناه كوكبان دريان. وفي مسند البزار عن أبي سعيد -رضي الله عنه- قال: ذكر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- صاحب الصور فقال: عن يمينه جبريل وعن يساره ميكائيل صلى الله تعالى وسلم عليهم. ذكره صاجط العاقبة (٣). وذكر كعب الأحبار أن أقرب الملائكة إلى الله تعالى إسرافيل عليه الصلاة والسلام وله أربع أجنحة، جناح بالمشرق وجناح بالمغرب، وقد تسربل بالثالث والرابع، وبينه وبين اللوح حجاب، فإذا أراد الله أمرا أن يوجبه جاء اللوح حتى يصفق جبهة إسرافيل


(١) تفسير الطبري (٢٣/ ٤٢٠).
(٢) سورة المدثر، الآية: ٨.
(٣) العاقبة في ذكر الموت (ص: ٢٥٦).