للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

الإنسان [مختوم] على أن يختم أعماله بالصالحات في جميع الأمور فإن الأعمال بالخواتيم، اهـ. [وتأول بعض العلماء حديث أبي سعيد على غير ذلك، وقال: معنى الثياب العمل الصالح يريد أنه يبعث على ما مات عليه من عمل صالح أو عمل سيء ولم يرد به الثوب نفسه، ولعرب تقول: فلان طاهر الثياب إذا وصفوه بطهارة النفس والبراءة من العيب، وفلان دنس الثياب إذا كان بخلاف ذلك، والعقل لا يأبى حمله على ما فهمه الراوي فإنه يمكن إعادة ثيابه البالية كما يمكن إعادة العظام النخرة. قال ابن عبد البر: وفيه الأمر بمراعاة الإخوان أحياء وأمواتا والمواساة بمثل ذلك من أموالهم وبأن يكونوا أوصياءهم ويستحب أن يكون الكفن من قطن وأن يكون نظيفا وأن يكون من آثار الصالحين، وقال ابن المبارك أحبّ إلي أن يكون في ثيابه التي كان يصلي فيها] (١).

وقال الخطابي (٢) أما أبو سعيد فقد استعمل الحديث على ظاهره وقد روي في تحسين الكفن أحاديث، وقال ابن العربي: ليس المراد بتحسين الكفن [علو] القيمة ولا الرفيع وإنما يريد الكثافة والستر فمعنى فليحسن كفنه يحصنه بالستر. قال: وتأوله بعض العلماء على المعنى وأراد به الحالة التي يموت عليها من الخير والشر وعمله الذي يختم له به، يقال فلان طاهر الثياب إذا وصفوه بطهارة النفس والبراءة من العيب، وجاء في تفسير قوله تعالى: {وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ (٤)} (٣) أي عملك فأصلح، ويقال: فلان دنس


(١) سقطت هذه العبارة من النسخة الهندية.
(٢) معالم السنن (١/ ٣٠١).
(٣) سورة المدثر، الآية: ٤.