فيكون كأنه كسي مع إبراهيم عليه السلام، اهـ، ذكره القرطبي في التذكرة (١).
قوله -صلى الله عليه وسلم-: "وإنه سيجاء برجال من أمتي فيؤخذ بهم ذات الشمال" الحديث الشمال بكسر الشين المعجمة ضد اليمين، ويراد بها جهة النار.
قوله:"فأقول يا رب أصحابي. وفي رواية: أصيحابي بتصغير الأصحاب، فيقول: إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك"، فذكر الحديث إلى أن قال:"فيقال لي: إنهم لم يزالوا مرتدين على أعقابهم منذ فارقتهم".
قال البغوي والخطابي وغيرهما: لم يرد بقوله مرتدين الردة عن الإسلام ولذلك قيده بقوله على أعقابهم وإنما يفهم من الارتداد الكفر إذا أطلق من غير تقييد ومعناه التخلف عن بعض الحقوق الواجبة والتأخر عنها والرجوع عما كان عليه من صدق العزيمة كقولهم: ارتد فلان على عقبه إذا تراجع إلى وراء ولم يرتد بحمد الله تعالى أحد من الصحابة وإنما ارتد قوم من جفاة العرب الذين دخلوا في الإسلام رغبة ورهبة كعيينة بن حصن ونحوه من المؤلفة قلوبهم ممن لا بصيرة له في الدين وذلك لا يوجب قدحا في خواص أصحابه الذين لزموه وعُرفوا بصحبته فقد صانهم الله عز وجل وعصمهم من التبديل وإنما صغر أصيحابي ليدل على قلة عدد من هذا وصفهم.
قال البيضاوي: وهؤلاء صنفان أحدهما عصاة مرتدون عن الاستقامة لا عن الإسلام مُبدّلون للأعمال الصالحة بالسيئة. والثاني مرتدون عن الدين