للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

ثم يجعل ما شاء ترابا وما شاء من دواب الجنة يتمتع المؤمنون بركوبه وزينته وقد حكم الله وهو أحكم الحاكمين بإعادة جميع ما أمات وفي جمع البهائم ذلك اليوم وزيادة في تبكيت المكذبين للبعث ليبين الله لهم قدرته على إعادة جميع المخلوقات فاعتبروا يا عباد الله بما في هذا من الإنذار بالعقاب الذي يتمنى الكافر من أجله أنه انقلب إلى حال التراب، اهـ. قوله: "حفاة عراة غرلا" أي غير مختونين. قال العلماء -رضي الله عنه-: يحشر غدًا وله من الأعضاء ما كان له يوم ولد فمن قطع له عضو يرد في القيامة عليه حتى الختان، وقد عارض هذا الباب ما رواه أبو داود (١) وابن حبان في صحيحه (٢) عن أبي سعيد الخدري أنه لما حضرته الوفاة دعا بثياب جدد فلبسها، الحديث، تقدم في آخر النفخ في الصور وتقدم الكلام عليه.

قال أبو عمر: يعني ابن عبد البر (٣): وقد احتج بهذا الحديث من قال إن الموتى جملة يبعثون على هيئاتهم وحمله الأكثر من العلماء على الشهيد الذي أمر أن يُزمّل في ثيابه ويدفن بها ولا يغسل عنه دمه ولا يُغيّر عنه شيء من


(١) سنن أبي داود (٣١١٤).
(٢) وأخرجه ابن حبان (٧٣١٦)، وعبد الرزاق (٦٢٠٣)، والحاكم في المستدرك (١/ ٣٤٠)، والبيهقي في السنن الكبرى (٣/ ٥٣٩) والبيهقي في الشعب (٣٥٩)، وقال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين. ووافقه الذهبي، وهو كما قالا.، وقال النووي في خلاصة الأحكام (٢/ ٩١٩) رواه أبو داود، بإسناد صحيح. وصححه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب (٣/ ٤١٠) الصحيحة (١٦٧١).
(٣) ابن عبد البر في التمهيد (١٩/ ١٤).