للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وفي رواية تطرد الناس إلى محشرهم يريد به الشام لأن بها يحشر الناس ليوم القيامة، وفي حديث آخر لا تقوم الساعة حتى تخرج نار من أرض الحجاز ويدل على أنها قبل القيامة قوله -صلى الله عليه وسلم-: تقيل معهم حيث قالوا وتبيت معهم حيث باتوا، الحديث. وفي بعض الروايات في غير مسلم: فإذا سمعتم بها فاخرجوا إلى الشام كأنه أمر بسبقها إليه قبل إزعاجها لهم، وخرج الترمذي عن أبي هريرة قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: يحشر الناس يوم القيامة ثلاثة أصناف: فذكر الحديث إلى أن قال: أما إنهم يتقون بوجوههم كل حدب وشوك، فقوله: يتقون بوجوههم كل حدب وشوك يدل على أنه في الدنيا إذ ليس في الآخرة ذلك على ما ذكر من صفة أرض المحشر والله أعلم. والحشر الثالث: حشرهم إلى الموقف، قال الله تعالى: {وَحَشَرْنَاهُمْ فَلَمْ نُغَادِرْ مِنْهُمْ أَحَدًا} (١). والحشر الرابع: حشرهم إلى الجنة والنار، {يَوْمَ نَحْشُرُ الْمُتَّقِينَ إِلَى الرَّحْمَنِ وَفْدًا (٨٥)} (٢) أي ركبانا على النجب. قاله في التذكرة (٣).

قوله: "واثنان على بعير وثلاثة على بعير وأربعة على بعير وعشرة على بعير" الحديث، يحتمل أن يكون معناه يتعقبون البعير الواحد ويركب بعضهم ويمشي الباقون عقبا فيكون بعضهم راكبًا وبعضهم ماشيًا كما ورد في الحديث الآخر يحشر الناس يوم القيامة ثلاثة أصناف، [وهذا كله إخراج


(١) سورة الكهف، الآية: ٤٧.
(٢) سورة مريم، الآية: ٨٥.
(٣) التذكرة بأحوال الموتى وأمور الآخرة (ص: ٥٢٠).