للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

يستنزه، وفي البخاري: "لا يستبرئ" كما تقدم، قاله في شرح الإلمام.

ومعنى: "لا يستنزه" من الاستنزاه أي: النزاهة وهو البعد، ومعناه: لا يتحفظ منه ويبعد (١).

ومعنى: "لا يستبرئ" أي: لا يستفرغ البول جهده بعد فراغه منه يخرج منه بعد وضوءه (٢).

ومعنى: "يستنتر" بالمثناة كما تقدم من نتر الذكر وهو إمرار أصابع اليد من ظاهره على مجرى البول حتى يخرج ما فيه، ومعنى "يستنثر"بثاء مثلثة كما تقدم أي: ينثر بوله من قناة الذكر كما ينثر الماء من أنفه بعد استنشاقه (٣)، ففي الحديث أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "إذا بال أحدكم فلينثر ذكره" ثلاث مرات (٤)، بمعنى بعد البول، قال الأصحاب: هذا الأدب وهو النثر والتنحنح مستحب، فلو ترك ذلك فلم ينثر ولم يتنحنح واستنجى عقب انقطاع البول ثم توضأ فاستنجاؤه صحيح ووضوئه كامل لأن الأصل عدم خروج شيء آخر، قال الشافعي: يستبرئ البائل من البول لئلا يقطر عليه، وأحب أن يقيم ساعة قبل الوضوء وينثر ذكره، وقال الروياني: يمشي خطوة أو خطوات، وكل أحد أعرف بطبعه، والمختبر أن ذلك يختلف باختلاف الناس، والمقصود أنه يظن


(١) إكمال المعلم (٢/ ١١٩)، ومشارق الأنوار (١/ ٨٧) و (٢/ ١١).
(٢) شرح الصحيح (١/ ٢٣٥) لابن بطال.
(٣) شرح السنة (١/ ٣٧٢)، ومطالع الأنوار (١/ ٤٧٩).
(٤) أخرجه أحمد ٤/ ٣٤٧ (١٩٠٥٣) و (١٩٠٥٤)، وابن ماجه (٣٢٦). وضعفه الألباني في الضعيفة (١٦٢١)، وضعيف الجامع (٤١٣).