للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

كعبيه، ومنهم من يكون إلى ركبتيه، ومنهم من يكون إلى حقويه، ومنهم من يلجمه العرق إلجاما، وأشار رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- بيده إلى فيه. رواه مسلم (١).

قوله: "وعن المقدام" تقدم. قوله -صلى اللَّه عليه وسلم-: "تدنى الشمس يوم القيامة من الخلق حتى تكون منهم كمقدار ميل. قال سُليم بن عامر: واللَّه واللَّه ما أدري ما يعني بالميل مسافة الأرض أو الميل الذي تكتحل به العين"، الحديث. الدنو القرب، قال الحربي إن كان الميل الذي تكتحل به العين يريد المِرْوَد فطوله معروف وإن كان ميل الأرض فهو ثلث فرسخ وقال النضر الميل القطعة من الأرض ما بين العلمين، وقيل هو مد البصر، قاله صاحب المغيث، وكذا صاحب النهاية (٢). وقال عياض (٣) فهو مقدار من الأرض وذلك عشر غلا من جري الخيل وهو ألف باع من أنواع الدواب وقيل ألف ذراع وقيل ثلاثة آلاف ذراع وخمسمائة ذراع، اهـ.

تنبيه: الفرسخ ثلاثة أميال هاشمية ونسب الرافعي وابن الرفعة الأميال الهاشمية إلى هاشم جد النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- لأنه قدر أميال البادية والصواب أنها منسوبة إلى بني هاشم فإنهم جعلوا ذلك حين أفضت الخلافة إليهم فإن بني أمية سبقوهم إلى تقديرها بأميال هي أكبر من هذه فغيّروا ذلك التقدير، نبّه عليه ابن الصلاح وغيره، فالبريد على المشهور أربع فراسخ والفرسخ ثلاثة


(١) صحيح مسلم (٦٢) (٢٨٦٤).
(٢) النهاية في غريب الحديث والأثر (٤/ ٣٨٣).
(٣) مشارق الأنوار على صحاح الآثار (١/ ٣٩٢).