للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

الطاء وسكون الراء كذا الرواية وهي صحيحة أي كسرعة وضع الطرف، كما قال تعالى: {قَبْلَ أَنْ يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ} (١)، وهو طرف الإنسان بعينه، وهو امتداد لحظِه حيث أدرك، قاله عياض (٢). وقوله: "ومنهم من يمرّ كشد الفرس" وشدّها عَدْوُها البالغ وجريها، ومنه حديث السعي لا يقطع الوادي إلا شدًّا أي عدوا، قاله في النهاية (٣). ومعنى الحديث أنهم يكونون في سرعة المرور على حسب مراتبهم وأعمالهم.

قوله: "حتى يمر الذي يغطي نوره على ظهر قدميه يحبو على وجهه ويديه ورجليه". قال أهل اللغة الحبو المشي على اليدين والرجلين وربما قالوا على اليدين والركبتين، وربما قالوا على يديه ومقعدته، واللَّه أعلم.

قوله: "فينطلق به إلى غدير عن باب الجنة" الحديث، الغدير عبارة عن القطعة من الماء يغادرها السيل، أي: يتركها، هذا قول أبي عبيد، فهو إذا "فعيل" في معنى "مفعول" على اطراح الزائد.

وقد قيل: إنه من الغدر، لأنه يخون وراده فينضب عنهم.

قوله: "فيرى ما في الجنة من خلل الباب" خلل الباب عبارة عن الشقوق التي يُرى منها. قوله في الحديث: "أتهزأ بي وأنت رب العزة" وفي رواية: "أتسخر بي" والهزء والسخرية بمعنى واحد، وأما معنى السخرية هنا ففيه


(١) سورة النمل، الآية: ٤١.
(٢) مشارق الأنوار على صحاح الآثار (١/ ٣١٨).
(٣) النهاية في غريب الحديث والأثر (٢/ ٤٥٢).