للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ثانياً: عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- قال: (حضرت عند مناهضة (١) حصن تستر (٢) عند إضاءة الفجر، واشتد اشتعال القتال فلم يقدروا على الصلاة، فلم نصل إلا بعد ارتفاع النهار،

فصليناها ونحن مع أبي موسى ففتح لنا، قال أنس: وما يسرّني بتلك الصلاة الدنيا وما فيها) (٣).

فهؤلاء الصحابة أخروا الصلاة عند القتال، وأميرهم أبو موسى الأشعري -رضي الله عنه-، وهو كان قد حضر صلاة الخوف مع النبي -صلى الله عليه وسلم-، فدل ذلك على أنه يؤخر الصلاة عند القتال والمسايفة (٤).

واعترض عليه: بأنه يمكن أنهم لم يجدوا إلى الوضوء سبيلاً من شدة القتال، أو أنهم عجزوا عن الصلاة حتى بالإيماء (٥).

دليل القول الثاني

ويستدل للقول الثاني- وهو أنهم لا يؤخرون الصلاة عن


(١) المناهضة من نهض بمعنى المقاومة، وتناهضوا في الحرب أي نهض كل إلى صاحبه، ونهض إلى العدو أي أسرع إليه. انظر: المصباح المنير ص ٥١٤؛ القاموس المحيط ص ٥٩٠.
(٢) تستر بالضم ثم السكون، وفتح التاء الأخرى وراء. وهي أعظم مدن خوزستان. انظر: معجم البلدان ١/ ٤٤٣.
(٣) ذكره البخاري في صحيحه ص ١٨٧، في كتاب الخوف، بدون سند. وقال ابن حجر في الفتح ٢/ ٥٣٥: (وصله ابن سعد وابن أبي شيبة من طرق قتادة عنه، وذكره خليفة في تاريخه، وعمر بن شبة في أخبار البصرة من وجهين آخرين عن قتادة).
(٤) انظر: فتح الباري ٢/ ٥٣٦؛ عمدة القاري ٥/ ١٤٤.
(٥) انظر: فتح الباري ٢/ ٥٣٥؛ عمدة القاري ٥/ ١٤٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>