للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ثالثاً: عن جُوَيرِيَّة بنت الحارث-رضي الله عنها- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- دخل عليها يوم الجمعة وهي صائمة، فقال: «أصمت أمس؟» قالت: لا. قال: «تريدين أن تصومي غداً؟» قالت: لا. قال: «فأفطري» (١).

رابعاً: عن أم سلمة-رضي الله عنها-إن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أكثر ما كان يصوم من الأيام يوم السبت والأحد، كان يقول: «إنهما يوما عيد للمشركين وأنا أريد أن أخالفهم» (٢).

ويستدل من هذه الأحاديث على النسخ: بأن حديث الصماء، وأبي أمامة-رضي الله عنهما-يدلان على النهي عن صوم يوم السبت في غير الفريضة. وحديث جويرية-رضي الله عنها- يدل على جواز صومه إذا صيم مع غيره. أما حديث أم سلمة-رضي الله عنها- فهو يدل على أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يصوم يوم السبت والأحد، ويكثر من صيامهما، وذلك مخالفة لأهل الكتاب.


(١) أخرجه البخاري في صحيحه ص ٣٩٣، كتاب الصوم، باب صوم يوم الجمعة، (١٩٨٦).
(٢) أخرجه ابن خزيمة في صحيحه ٢/ ١٠٣٦، وابن حبان في صحيحه ص ٩٩٧، والحاكم في المستدرك ١/ ٦٠٢، والبيهقي في السنن الكبرى ٤/ ٤٩٩. وقال الهيثمي في مجمع الزوائد ٣/ ٢٠١: (رواه الطبراني في الكبير، ورجاله ثقات، وصححه ابن حبان). وصحح إسناده الحاكم، ووافقه الذهبي. وقال ابن مفلح في الفروع ٥/ ١٠٥: (رواه أحمد والنسائي، وصححه جماعة، وإسناده جيد). وقال ابن حجر في بلوغ المرام-مع شرحه سبل السلام-٢/ ٣٤٧: (أخرجه النسائي وصححه ابن خزيمة). وقال الشيخ الألباني في تعليقه على صحيح ابن خزيمة-مع تعليقات الأعظمي- ٢/ ١٠٣٥: (إسناده حسن، وصححه ابن حبان).

<<  <  ج: ص:  >  >>