للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وعلى استحباب صيام أيام البيض من كل شهر. وكذلك الأحاديث الدالة على فضل صوم يوم وإفطار يوم، وقد سبق جملة من هذه الأحاديث في المطلب السابق.

ووجه الاستدلال منها: هو أن حديث الصماء-رضي الله عنها-وما في معناه، يدل على النهي عن صوم يوم السبت في غير الفريضة، و بقية الأحاديث تدل على جواز صومه، فيجمع بين هذه الأحاديث، وذلك بحمل ما يدل على النهي على إفراد صومه، وحمل ما يدل على الجواز على أن ينضم معه يوم قبله أو بعده (١).

دليل القول الثاني

ويستدل للقول الثاني- وهو جواز صيام يوم السبت بلا كراهة، ولو منفرداً- بالأحاديث الدالة على فضل صيام التطوع، كصيام يوم وإفطار يوم، وصيام ثلاثة أيام من كل شهر، وغير ذلك؛ فإنها تدل على جواز الصوم وفضله ولو كان ذلك اليوم يوم السبت. قالوا: وما يدل على النهي عن صوم يوم السبت في غير الفريضة فهو غير صحيح، أو شاذ (٢)، أو منسوخ (٣).


(١) انظر: سنن الترمذي ص ١٨٤؛ شرح معاني الآثار ٢/ ٨٠، ٨١؛ المغني ٤/ ٤٢٨؛ المجموع ٦/ ٣١١؛ تهذيب السنن لابن القيم ٣/ ٢٩٩؛ حاشية ابن عابدين ٣/ ٣٠٢؛ نيل الأوطار ٤/ ٣٦٢؛ إرواء الغليل ٤/ ١٢٥.
(٢) الحديث الشاذ هو: أن يروي الثقة حديثاً يخالف ما روى الناس. انظر: مقدمة ابن الصلاح ص ١٠٠؛ الباحث الحثيث ص ٣٤.
(٣) انظر: بداية المجتهد ٢/ ٦٠٤؛ تهذيب السنن ٣/ ٢٩٧ - ٢٩٩؛ الفروع ٥/ ١٠٤ - ١٠٥؛ الشرح الممتع ٣/ ٩٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>