للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فهذا صريح في بقاء الطيب وأثره على النبي -صلى الله عليه وسلم- بعد الإحرام (١).

ب-إنه يحتمل أن تكون عائشة-رضي الله عنها-طيبت -صلى الله عليه وسلم- فطاف على نسائه، ثم طيبته عند الإحرام مرة ثانية، ويدل على ذلك الروايات السابقة والتي جاء فيها أنها -رضي الله عنها-طيبته -صلى الله عليه وسلم- للإحرام (٢).

ثالثاً: إن ما روي عن عمر، وابنه عبد الله-رضي الله عنهما- من إنكار الطيب عند الإحرام، فيعترض عليه بما يلي:

أ-إن ابن عمر-رضي الله عنهما-سكت لما بلغه قول عائشة أنها طيبت النبي -صلى الله عليه وسلم- عند الإحرام، كما نُقل عنه أنه قال لما سُئل عن الطيب عند الإحرام: (لا آمر به ولا أنهى عنه) (٣).

ب-إن عمر -رضي الله عنه- روي عنه كذلك أنه شم الطيب من البراء بن عازب -رضي الله عنه- لما أحرموا فقال له: (إنما الحاج الأذفر (٤) الأغبر) (٥). ولم ينهه عنه، فهو مما يدل على أنه قد توقف فيه (٦).

ج- إن عمل هؤلاء الصحابة-رضي الله عنهم-معارض بعمل غيرهم من الصحابة-رضي الله عنهم-كسعد بن أبي وقاص وابن عباس، وغيرهم


(١) انظر: الاعتبار ص ٣٧٢؛ فتح الباري ٣/ ٤٨٩؛ نيل الأوطار ٤/ ٤٣٧.
(٢) انظر: الاعتبار ص ٣٧٢.
(٣) انظر: المحلى ٥/ ٧١.
(٤) الأذفر أي طيب الرائحة. انظر: النهاية في غريب الحديث ١/ ٦٠٥.
(٥) أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف ٣/ ٢٠٩.
(٦) انظر: المحلى ٥/ ٦٩، ٧١.

<<  <  ج: ص:  >  >>