للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكرمه ممن حجه أو اعتمره تشريفاً، وتكريماً، وبراً) (١).

فهذه الأدلة تدل على جواز رفع اليدين عند رؤية البيت وعلى استحبابه (٢).

الراجح

بعد عرض قولي أهل العلم في المسألة، وما استدلوا به يظهر لي- والله أعلم بالصواب- ما يلي:

أولاً: إنه لا يصح الاستدلال من حديث جابر -رضي الله عنه- على نسخ رفع اليدين عند رؤية البيت، وذلك لما يلي:

أ- لأنه لا يوجد دليل يدل على أن حديث ابن عمر، وابن عباس-رضي الله عنهما-كان قبل حجة الوداع، حتى يكون حديث جابر -رضي الله عنه- متأخراً عنه،


(١) أخرجه الشافعي في الأم ٢/ ١٨٤، وعن طريقه البيهقي في السنن الكبرى ٥/ ١١٨، وقال: (هذا منقطع، وله شاهد مرسل عن سفيان الثوري، عن أبي سعيد الشامي، عن مكحول قال: كان النبي -صلى الله عليه وسلم- إذا دخل مكة فرأى البيت رفع يديه وكبر، وقال: اللهم أنت السلام … ). وقال ابن حجر في التلخيص ٢/ ٢٤٢ - بعد ذكر رواية البيهقي من طريق سفيان الثوري عن أبي سعيد الشامي عن مكحول-: (وأبو سعيد هو محمد بن سعيد المصلوب كذاب … )، ثم قال: (وأصل هذا الباب ما رواه الشافعي عن سعيد بن سالم عن ابن جريج أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان-فذكره، ثم قال: -وهو معضل فيما بين ابن جريج والنبي -صلى الله عليه وسلم-، قال الشافعي بعد أن أورده: ليس في رفع اليدين عند رؤية البيت شيء، فلا أكرهه ولا استحبه، قال البيهقي: فكأنه لم يعتمد على الحديث لانقطاعه).
(٢) انظر: المغني ٥/ ٢١١؛ المجموع ٨/ ١١.

<<  <  ج: ص:  >  >>