للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لا يقويان على معارضة الأحاديث الصحيحة الصريحة الدالة على تحريم لحوم الحمر الأهلية (١).

ب- إنهما لو صحا فيحتملان كونهما في حالة الاضطرار، وعلى تقدير عدم ذلك فقد يكونان قبل تحريم لحوم الحمر الأهلية، فيكونان منسوخين بأحاديث النهي عن لحومها (٢).

ثانياً: قوله تعالى: {قُلْ لَا أَجِدُ فِي مَا أُوحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّمًا عَلَى طَاعِمٍ يَطْعَمُهُ إِلَّا أَنْ يَكُونَ مَيْتَةً أَوْ دَمًا مَسْفُوحًا أَوْ لَحْمَ خِنْزِيرٍ فَإِنَّهُ رِجْسٌ أَوْ فِسْقًا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلَا عَادٍ فَإِنَّ رَبَّكَ غَفُورٌ رَحِيمٌ} (٣).

فإنه يدل على أن ما عدا المذكور في الآية غير محرم، ومنه الحمر الأهلية (٤).

ويعترض عليه بما يلي:

أ- إن الآية جواب لمن سأل عن أشياء بعينها، فوقع الجواب بخصوصها، أي أجابهم عن المحرمات من تلك الأشياء، وليس المراد حصر


(١) انظر: التمهيد ١١/ ١٠٨؛ المغني ١٣/ ٣١٨؛ المنهاج شرح صحيح مسلم ٧/ ٢١؛ فتح الباري ٩/ ٦٧٠.
(٢) انظر: الاعتبار ص ٣٩١ - ٣٩٤؛ المنهاج شرح صحيح مسلم ٧/ ٢١؛ فتح الباري ٩/ ٦٧٠.
(٣) سورة الأنعام، الآية (١٤٥).
(٤) انظر: التمهيد ١١/ ١٠٦؛ المغني ١٣/ ٣١٨؛ المجموع ٩/ ٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>