للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عز وجل: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ قِيلَ لَهُمْ كُفُّوا أَيْدِيَكُمْ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ} [سورة النساء: ٧٧] (١).

حادي عشر: عن أسامة بن زيد (٢) -رضي الله عنهما-أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ركب على حمار، على قطيفة فدكية، وأردف أسامة بن زيد وراءه يعود سعد بن عبادة في بني الحارث بن الخزرج قبل وقعة بدر، قال: حتى مرَّ بمجلس فيه عبد الله بن أبيّ بن سلول، وذلك قبل أن يسلم عبد لله بن أبيّ، فإذا في المجلس أخلاط من المسلمين والمشركين عبدة الأوثان، واليهود والمسلمين، وفي المجلس عبد الله بن رواحة. فلما غشيت المجلسَ عجاجةُ (٣) الدابة خمر عبد الله بن أبيّ أنفه بردائه، ثم قال: لا تغبروا علينا، فسلم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عليهم، ثم وقف فنزل فدعاهم إلى الله، وقرأ عليهم القرآن، فقال عبد الله بن أبيّ بن سلول: أيها المرء إنه لا أحسن مما تقول. إن كان حقاً فلا تؤذنا به في مجالسنا. ارجع إلى رحلك، فمن جاءك فاقصص


(١) أخرجه النسائي في سننه ص ٤٧٥، كتاب الجهاد، باب وجوب الجهاد، ح (٣٠٨٦)، والحاكم في المستدرك ٢/ ٧٦، والبيهقي في السنن الكبرى ٩/ ١٩، والواحدي في أسباب النزول ص ١١١. قال الحاكم: (صحيح على شرط البخاري)، ووافقه الذهبي. وقال الألباني في صحيح سنن النسائي ص ٤٧٥: (صحيح الإسناد).
(٢) هو: أسامة بن زيد بن حارثة بن شراحيل، الكلبي، حب النبي -صلى الله عليه وسلم- وابن حبه، وروى عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، وروى عنه: أبو هريرة، وابن عباس، وغيرهما، واعتزل الفتن إلى أن مات في خلافة معاوية -رضي الله عنه- سنة أربع وخمسين. انظر: الإصابة ١/ ٣٣؛ تهذيب التهذيب ١/ ١٨٩.
(٣) العجاجة: الغبار. انظر: القاموس المحيط ص ١٨٠؛ فتح الباري ٨/ ٩٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>