للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا أَذًى كَثِيرًا} الآية (١). وقال الله: {وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّارًا حَسَدًا مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ} إلى آخر الآية (٢)، وكان النبي -صلى الله عليه وسلم- يتأول العفو ما أمره الله به، حتى أذن الله فيهم، فلما غزا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بدراً فقتل الله به صناديد (٣) كفار قريش، قال أبيّ بن سلول ومن معه من المشركين وعبدة الأوثان: هذا أمر قد توجه، فبايعوا الرسول -صلى الله عليه وسلم- على الإسلام فأسلموا (٤).

ويستدل منها على النسخ: بأن مجموع هذه الأدلة تدل على أن قتال الكفار لم يكن مشروعاً قبل الهجرة، بل كان الأمر بالكف، والصفح والإعراض عن المشركين والكافرين. ثم أذن الله بقتالهم من دون إيجاب، ثم أمر بقتالهم جميعاً وأوجب ذلك. فثبت منها نسخ الكف عن قتالهم،


(١) سورة آل عمران، الآية (١٨٦).
(٢) سورة البقرة، الآية (١٠٩).
(٣) صناديد جمع صنديد، وهو العظيم والكبير والرئيس في قومه. انظر: النهاية في غريب الحديث ٢/ ٥٤؛ فتح الباري ٨/ ٩٣.
(٤) أخرجه البخاري في صحيحه ص ٩٤٤، كتاب التفسير، باب {ولتسمعن من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم ومن الذين أشركوا أذى كثيرا}، ح (٤٥٦٦)، ومسلم في صحيحه ٦/ ٤١٤، كتاب الجهاد والسير، باب دعاء النبي -صلى الله عليه وسلم- وصبره على أذى المنافقين، ح (١٧٩٨) (١١٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>