للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

هبطوا نخلة، فوجدوا بها عمرو بن الحضرمي (١)، في عير تجارة لقريش، فذكر الحديث في قتل ابن الحضرمي، ونزول قوله: {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَامِ} [البقرة: ٢١٧] قال: فبلغنا أن النبي -صلى الله عليه وسلم- عقل ابن الحضرمي، وحرم الشهر الحرام كما كان يحرمه، حتى أنزل الله عز وجل: {بَرَاءَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى الَّذِينَ عَاهَدْتُمْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ} [سورة التوبة: ١] (٢).

حادي عشر: عن الزهري قال: (كان النبي -صلى الله عليه وسلم- فيما بلغنا يحرم القتال في الشهر الحرام، ثم أحل بعد) (٣).

ويستدل من هذه الأدلة على النسخ بالوجوه الآتية:

أولاً: إن الآية الأولى تدل على تحريم ابتداء القتال في الشهر الحرام، وكان نزول هذه الآية في السنة الثانية من الهجرة، ثم أمر الله بقتال المشركين عامة دون استثناء شهر من غيره، في آيات كثيرة منها: قوله تعالى: {فَإِذَا انْسَلَخَ الْأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ


(١) هو: عبد الله بن عباد بن عمرو بن مالك الحضرمي الكندي. قتله عبد الله بن واقد -رضي الله عنه-. انظر: السيرة النبوية لابن هشام ١/ ٦٠٢، ٦٠٣؛ البداية والنهاية ٣/ ٢١٧، ٢١٨.
(٢) أخرجه البيهقي في السنن الكبرى ٩/ ٢١.
(٣) أخرجه الطبري في جامع البيان ٢/ ١١٧١، وابن الجوزي في نواسخ القرآن ١/ ٢٧١، ورجال الطبري بعد شيخه الحسن بن يحيى إلى الزهري رجال الصحيح.

<<  <  ج: ص:  >  >>