للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

خثعم، فاعتصم ناس منهم بالسجود، فأسرع فيهم القتل، قال: فبلغ ذلك النبي -صلى الله عليه وسلم- فأمر لهم بنصف العقل، وقال: «أنا بريء من كل مسلم يقيم بين أظهر المشركين» قالوا: يا رسول الله لمَ؟ قال: «لا تراءى ناراهما» (١).

رابعاً: عن خالد بن الوليد أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بعث خالد بن الوليد إلى ناس من خثعم، فاعتصموا بالسجود، فقتلهم، فوداهم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بنصف الدية، ثم قال: «أنا بريء من كل مسلم أقام مع المشركين، لا ترايا ناراهما» (٢).

ويستدل منها على النسخ: بأن حديث مروان والمسور بن مخرمة -رضي الله عنه- يدل على جواز اشتراط أن يرد إلى الكفار من جاء منهم مسلماً رجلاً كان أو امرأة، ثم نسخ الله ذلك بالنهي عن رد المؤمنات إلى الكفار، كما يدل عليه الآية الكريمة، وآخر ذلك الحديث.

كما نسخ ذلك بحديث جرير بن عبد الله وخالد بن الوليد-رضي الله عنهما-؛ لأن في رد المسلم إلى الكفار دلالة على جواز إقامته معهم، وحديثا جرير وخالد-رضي الله عنهما- يدلان على النهي عن الإقامة مع المشركين. وخالد -رضي الله عنه- أسلم بعد صلح الحديبية، فتكون في حديثيهما دلالة على نسخ رد المسلم إلى الكفار إذا جاء مسلماً؛ لدلالتهما على النهي عن الإقامة مع المشركين (٣).


(١) سبق تخريجه في ص ١١٩٠.
(٢) سبق تخريجه في ص ١١٩١.
(٣) انظر: شرح معاني الآثار ٣/ ٢٦٢؛ مختصر اختلاف العلماء ٣/ ٤٤٩، ٤٥٠؛ أحكام القرآن للجصاص ٣/ ٥٢١؛ الناسخ والمنسوخ في القرآن الكريم للنحاس ص ٢٤٣، ٢٥٢؛ الجامع لأحكام القرآن ١٨/ ٥٧؛ فتح الباري ٥/ ٤٠٧؛ عمدة القاري ٩/ ٦١٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>