للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

رابعاً: عن عمران بن الحصين -رضي الله عنه- قال: قتل رجل رجلاً من خزاعة في الجاهلية، وكان الهذلي متوارياً، فلما كان يوم الفتح ظهر الهذلي، فلقيه رجل من خزاعة فذبحه كما تذبح الشاة، فقال: «أقتلته بعد النداء أو قبل النداء؟» قال: بعد النداء. فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «لو كنت قاتلاً مؤمناً بكافر لقتلته، فأخرجوا عقله» فأخرجوا عقله وكان أول عقل في الإسلام (١).

وفي رواية عنه -رضي الله عنه- قال: قتل خراش بن أمية (٢)، بعد ما نهى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن القتل، فقال: «لو كنت قاتلاً مؤمناً بكافر لقتلت خراشاً بالهذلي» (٣).

ويستدل منها على النسخ: بأن حديث ابن البيلماني يدل على أن المسلم


(١) قال الهيثمي في مجمع الزوائد ٦/ ٢٩٥: (رواه البزار، ورجاله وثقهم ابن حبان، ورواه الطبراني باختصار).
(٢) هو: خراش بن أمية بن ربيعة بن الفضل، الخزاعي ثم الكلبي، حليف بني مخزوم، شهد المريسيع والحديبية، وما بعدهما. انظر: الإصابة ١/ ٤٨٠.
(٣) أخرجه الدارقطني في سننه ٣/ ١٣٧، والحازمي في الاعتبار ص ٤٥٢. قال الحازمي: (هذا الإسناد وإن كان واهياً فهو أمثل من حديث ابن البيلماني، وهذا الحديث طرف من حديث الفتح، وهو حديث طويل ثابت، ولاشتهاره وطوله وكثرة رواته يوجد فيه تغاير ألفاظ وزيادات معان وأحكام، وذلك لا يوجب وهناً لأن أصل الحديث محفوظ).

<<  <  ج: ص:  >  >>