للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

رسول الله -صلى الله عليه وسلم-؟ فكلم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال: «أتشفع في حد من حدود الله؟» ثم قام فخطب، فقال: «يا أيها الناس، إنما ضل من كان قبلكم أنهم كانوا إذا سرق الشريف تركوه، وإذا سرق الضعيف فيهم أقاموا عليه الحد، وأيم الله لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطع محمد يدها» (١).

وفي رواية عنها-رضي الله عنها- أن قريشاً أهمهم شأن المرأة التي سرقت في عهد النبي -صلى الله عليه وسلم- في غزوة الفتح، فقالوا: من يكلم فيها رسول الله -صلى الله عليه وسلم-؟ فقالوا: ومن يجترئ عليه إلا أسامة بن زيد، حب رسول الله -صلى الله عليه وسلم-. فأُتي بها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فكلمه فيها أسامة بن زيد، فتلون وجه رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فقال: «أتشفع في حد من حدود الله؟» فقال له أسامة: استغفر لي يا رسول الله، فلما كان العشيّ قام رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فاختطب فأثنى على الله بما هو أهله، ثم قال: «أما بعد، فإنما أهلك الذين من قبلكم، أنهم كانوا إذا سرق فيهم الشريف تركوه، وإذا سرق فيهم الضعيف، أقاموا عليه الحد، وإني والذي نفسي بيده لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها» ثم أمر بتلك المرأة التي سرقت فقطعت يدها (٢).


(١) أخرجه البخاري في صحيحه ص ١٤٢٥، كتاب الحدود، باب كراهية الشفاعة في الحد إذا رفع إلى السلطان، ح (٦٧٨٨)، ومسلم في صحيحه ٦/ ٢٤٧، كتاب الحدود، باب قطع السارق الشريف وغيره، ح (١٦٨٨) (٨).
(٢) أخرجه البخاري في صحيحه ص ٥٢٧، كتاب الشهادات، باب شهادة القاذف والسارق والزاني، ح (٢٦٤٨)، ومسلم في صحيحه-واللفظ له- ٦/ ٢٤٨، كتاب الحدود، باب قطع السارق الشريف وغيره، ح (١٦٨٨) (٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>