للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فإنا نجعله في قبورنا وبيوتنا، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «إلا الإذخر»، فقام أبو شاه (١) رجل من أهل اليمن، فقال: اكتبوا لي يا رسول الله. فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «اكتبوا لأبي شاه» (٢).

سادساً: عن ابن عباس -رضي الله عنه- قال: لما حُضر رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم-، وفي البيت رجال فيهم عمر بن الخطاب، فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: «هلم أكتب لكم كتاباً لا تضلون بعده»، فقال عمر: إن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قد غلب عليه الوجع، وعندكم القرآن، حسبنا كتاب الله. فاختلف أهل البيت. فاختصموا، فمنهم من يقول: قربوا يكتب لكم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كتاباً لن تضلوا بعده. ومنهم من يقول ما قال عمر. فلما أكثروا اللغو والاختلاف عند رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «قوموا» (٣).

ويستدل منها على النسخ: بأن حديثي أبي سعيد، وزيد بن ثابت -رضي الله عنهما-يدلان على النهي عن كتابة الأحاديث، والأحاديث


(١) هو: أبو شاه اليماني، يقال إنه كلبي، ويقال: إنه فارسي من الأبناء الذين قدموا اليمن في نصرة سيف ذي يزن، وشاه معناه بالفارسية: الملك. انظر: الإصابة ٤/ ٢٢٦٢.
(٢) أخرجه البخاري في صحيحه ص ٣٠، كتاب العلم، باب كتابة العلم، ح (١١٢)، ومسلم في صحيحه-واللفظ له- ٥/ ٢٥٦، كتاب الحج، باب تحريم مكة وتحريم صيدها وخلاها، ح (١٣٥٥) (٤٤٧).
(٣) أخرجه البخاري في صحيحه ص ٣٠، كتاب العلم، باب كتابة العلم، ح (١١٤)، ومسلم في صحيحه-واللفظ له-٦/ ١٦٢، كتاب الوصية، باب ترك الوصية لمن ليس له شيء يوصي فيه، ح (١٦٣٧) (٢٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>