للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ثانياً: عن عائشة زوج النبي -صلى الله عليه وسلم- قالت: إن رجلاً سأل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن الرجل يجامع أهله ثم يُكسِلُ (١) هل عليهما الغسل؟ وعائشة جالسة، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «إني لأفعل ذلك أنا وهذه ثم نغتسل» (٢).

ثالثاً: عن أبي بن كعب -رضي الله عنه-: «أن الفتيا التي كانوا يفتون أن الماء من الماء كانت رخصة

رخصها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في بدء الإسلام، ثم أمر بالاغتسال بعد» (٣).


(١) يكسل، يقال: أكسل الرجل إذا جامع ثم أدركه فتور فلم ينزل، ومعناه: صار ذا كسل. انظر: النهاية في غريب الحديث ٢/ ٥٤١؛ مجمع بحار الأنوار ٤/ ٤١١.
(٢) أخرجه مسلم في صحيحه ٢/ ٣٤، كتاب الحيض، باب أن الجماع كان في أول الإسلام لا يوجب الغسل إلا أن ينزل، وبيان نسخه، ح (٣٥٠) (٨٩).
(٣) أخرجه أبو داود في سننه ص ٣٧، كتاب الطهارة، باب في الإكسال، ح (٢١٥)، وابن ماجة في سننه ص ١١٨، كتاب الطهارة، باب ما جاء في وجوب الغسل إذا التقى الختانان، ح (٦٠٩)، وابن حبان في صحيحه ص ٤١٦، والدارقطني في سننه ١/ ١٢٦، والبيهقي في السنن الكبرى ١/ ٢٥٧. وهذا الحديث رواه أبو داود وابن حبان والدارقطني والبيهقي من طريق أبي حازم عن سهل بن سعد عن أبي بن كعب. وأخرجه ابن ماجة وغيره من طريق الزهري عن سهل بن سعد، عن أبي بن كعب، وفي بعض طرقه أن الزهري قال: حدثني بعض من أرضى أن سهل بن سعد. قال ابن حبان في صحيحه ص ٤١٥: (روى هذا الخبر معمر عن الزهري من حديث غندر، فقال: أخبرني سهل بن سعد، ورواه عمرو بن الحارث عن الزهري قال: حدثني من أرضى عن سهل بن سعد، ويشبه أن يكون الزهري سمع الخبر من سهل بن سعد كما قاله غندر، وسمعه عن بعض من يرضاه عنه فرواه مرة عن سهل بن سعد وأخرى عن الذي رضيه عنه. وقد تتبعت طرق هذا الخبر على أن أجد أحداً رواه عن سهل بن سعد فلم أجد في الدنيا أحداً إلا أبا حازم، ويشبه أن يكون الرجل الذي قال الزهري: حدثني من أرضى عن سهل بن سعد هو أبو حازم رواه عنه). وقال ابن ححجر في التلخيص ١/ ١٣٥: (وجزم موسى بن هارون والدارقطني بأن الزهري لم يسمعه من سهل، وقال ابن خزيمة: هذا الرجل الذي لم يسمه الزهري هو أبو حازم، -إلى أن قال: -وقد وقع في رواية لابن خزيمة من طريق معمر عن الزهري أخبرني سهل، فهذا يدفع قول ابن حزم بأنه لم يسمعه منه، لكن قال ابن خزيمة: أهاب أن تكون هذه اللفظة غلطاً من محمد بن جعفر الراوي له عن معمر. قلت: أحاديث أهل البصرة عن معمر يقع فيها الوهم، لكن في كتاب ابن شاهين من طريق معلى بن منصور عن ابن المبارك عن يونس عن الزهري حدثني سهل، وكذا أخرجه بقي بن مخلد في مسنده عن أبي كريب عن ابن المبارك).
والحديث قال عنه الدارقطني في سننه ١/ ١٢٦: (صحيح) وقال البيهقي في السنن الكبرى ١/ ٢٥٦: (وقد رويناه بإسناد آخر موصولاً صحيحاً عن سهل بن سعد) ثم ذكره من طريق أبي حازم. وقال ابن حجر في التلخيص ١/ ١٣٥: (وفي السنن بسند رجاله ثقات عن أبي بن كعب) ثم ذكر الكلام السابق ذكره. وصححه الشخ الألباني في صحيح سنن أبي داود ص ٣٧، وصحيح سنن ابن ماجة ص ١١٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>