للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الأدلة

ويستدل للقول الأول- وهو أن الجماعة سنة- بأدلة منها ما يلي:

أولاً: الأحاديث الثلاثة الأول التي سبقت في دليل القول بالنسخ.

ثانياً: عن أبي موسى -رضي الله عنه- قال: قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: «أعظم الناس أجراً في الصلاة أبعدهم فأبعدهم ممشىً، والذي ينتظر الصلاة حتى يصليها مع الإمام أعظم أجراً من الذي يصلي ثم ينام» (١).

ثالثاً: عن يزيد بن الأسود العامري (٢) -رضي الله عنه- قال: شهدت مع النبي -صلى الله عليه وسلم- حجته، فصليت معه

صلاة الصبح في مسجد الخيف، فلما قضى صلاته انحرف فإذا هو برجلين في أخرى القوم لم يصليا معه، فقال: «عليّ بهما» فجيء بهما تُرعدُ فرائصهما (٣)، فقال: «ما منعكما أن تصليا معنا؟» فقالا: يا رسول الله إنا كنا قد صلينا في رحالنا، قال: «فلا تفعلا، إذا صليتما في رحالكما ثم أتيتما مسجد جماعة فصليا معهم، فإنها لكما نافلة» (٤).


(١) أخرجه البخاري في صحيحه ص ١٣١، كتاب الأذان، باب فضل صلاة الفجر في جماعة، ح (٦٥١)، و مسلم في صحيحه ٣/ ٤٧٠، كتاب المساجد، باب فضل كثرة الخطا إلى المساجد، ح (٦٦٢) (٢٧٧).
(٢) هو: يزيد بن الأسود، ويقال: ابن أبي الأسود، العامري، حليف قريش، صحابي، سكن الطائف، وروى عن
النبي -صلى الله عليه وسلم-، وروى عنه ابنه جابر. انظر: الإصابة ٣/ ٢١٠٣؛ تهذيب التهذيب ١١/ ٢٧١.
(٣) الفرائص جمع فريصة، وهي اللحمة التي بين جنب الدابة وكتفها لا تزال ترعد. انظر: النهاية في غريب الحديث ٢/ ٣٥٨؛ مختار الصحاح ص ٤٣٨.
(٤) أخرجه أبو داود في سننه ص ٩٦، كتاب الصلاة، باب فيمن صلى في منزله ثم أدرك الجماعة يصلي معهم، ح (٥٧٥)، والترمذي في سننه-واللفظ له- ص ٦٤، أبواب الصلاة، باب ما جاء في الرجل يصلي وحده ثم يدرك الجماعة، ح (٢١٩)، والنسائي في سننه ص ١٤٢، كتاب الإمامة، باب إعادة الفجر مع الجماعة لمن صلى وحده، ح (٨٥٨)، وعبد الرزاق في المصنف ٢/ ٤٢١، وأحمد في المسند ٢٩/ ١٨، وابن حبان في صحيحه ص ٥٠٧، والدارقطني في سننه ١/ ٤١٤، والبيهقي في السنن الكبرى ٢/ ٤٢٧. قال الترمذي: (حديث حسن صحيح). وقال ابن حجر في التلخيص ٢/ ٢٩: (وصححه ابن السكن) ثم قال: (وقال الشافعي في القديم: إسناده مجهول، قال البيهقي: لأن يزيد بن الأسود ليس له راو غير ابنه، ولا لابنه جابر راو غير يعلى. قلت: يعلى من رجال مسلم، وجابر وثقه النسائي وغيره). وكذلك صححه الشيخ الألباني في صحيح سنن الترمذي ص ٦٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>