للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلَّهِ} (١) فمن أبي قاتلوه لمصلحته ونجاته، كما يجب إلزام من عليه حق لمخلوق بأداء الحق الذي عليه ولو بالسجن أو الضرب، ولا يعتبر مظلومًا، فكيف يستنكر أو يستغرب إلزام من عليه حق الله بأداء حقه؟ فكيف بأعظم الحقوق وأوجبها وهو توحيد الله سبحانه وترك الإشراك به؟ ومن رحمة الله سبحانه أن شرع الجهاد للمشركين وقتالهم حتى يعبدوا الله وحده ويتركوا عبادة ما سواه، وفي ذلك سعادتهم ونجاتهم في الدنيا والآخرة" (٢).

وقال أبو عبد الرحمن بن عقيل الظاهري: "حكي أبو الحسن محمد بن يوسف العامري المتوفى سنة ٢٨١ هـ في كتابه: (الإعلام بمناقب الإسلام) شبهة انتشار الإسلام بالسيف ورد عليها، وحكاها ابن تيمية في كتابه: (الجواب الصحيح لمن بدل دين المسيح) ورد عليها، وقال أبو العلاء المعري:

وهل أبيحت نساء الروم عن عرض … للعرب إلا بأحكام النبوات

وبهذا تعرف أن هذه الفكرة أسبق من حملة الاستشراق، ولكنها كانت مسيحية المنبت، ولقد بدت ظاهرة الانهزام في نفوس المفسرين في ظلال النهضة الحديثة، ولهذا قال (فييت) المدير السابق لدار الآثار العربية: "إن فكرة محمد عبده في قصر الحروب الإسلامية على الدفاع فكرة عصرية تمثل تطورًا في وجهة نظر المسلمين" (٣).


(١) سورة الأنفال، الآية (٣٩).
(٢) مجلة البحوث الإسلامية (٥٤/ ١٢٧ - ١٢٨)، ومجموع فتاواه (١٨/ ٤١٩ - ٤٢٠).
(٣) الفكر الإسلامي والتطور محمد فتحي عثمان، (ص ٢٥٠).

<<  <   >  >>