متابعة المصلحة. وينسبون فهمهم هذا إلى ابن القيم رحمه الله! (١)
قال الشيخ عبد الله بن يابس -رحمه الله- في رده على محمود شلتوت:"قال في صفحة ٤٧٥: (وإذا وجدت المصلحة فثم شرع الله).
والجواب من وجوه: الأول: أن شرع الله معلوم معروف؛ أنزله في كتابه وبيَّنه رسوله -صلى الله عليه وسلم- وعمل به، لا يبحث عنه في أمكنة المصالح وإنما يبحث عنه في الآيات القرآنية والسنة النبوية.
الوجه الثاني: لو كان شرع الله عند المصلحة كما يزعم شيخ الأزهر فمصلحة من تكون يا ترى؟ فقد تكون المصالح متعارضة متضادة، فمصلحة قوم ضد مصلحة الآخرين، وقد قيل "مصائب قوم عند قوم فوائد" فهل كل ذلك شرع الله عند المصالح المتعارضة؟!
الوجه الثالث: قد يقول الزاني والزانية إن في زناهما مصلحة لهما ويقرهما الطبيب على ذلك! بل ويأمرهما به! فهل ثم شرع الله يا شيخ الأزهر؟ وقد يقول اللائطان: إن في عملهما مصلحة لهما! فهل يقال: إن ثم شرع الله؟! وقد يقول المرابيان: بأن رباهما مصلحة لهما! فهل ثم شرع الله؟! وقد ترى بعض الحكومات أن في أخذ أموال بعض الناس مصلحة لها! فهل ثم شرع الله؟!
الوجه الرابع: قد يقول الشيخ شلتوت: إني أريد المصلحة التي لا
(١) انظر رد هذا الفهم المغلوط في رسالة "الثبات والشمول في الشريعة الإسلامية" للدكتور عابد السفياني، (ص ٥٢٠ - ٥٤١).