للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أن يتأتي منه الخطأ أو المخالفة لولا أن الله منّ عليه بها فيما عصمه منه.

فالرسول الكريم -صلى الله عليه وسلم- يوصف بأنه (معصوم) أو (له العصمة) لأنه في حقيقته بشر يمكن أن يقع منه الخطأ أو المخالفة بمقتضى البشرية التي خلقه الله عليها، إلا أن الله سبحانه قد أحاطه بحفظه، وخصَّه بعنايته ووقايته، حفظًا ورعايةً لذات النبي الكريم، وسلامةً وصيانةً لشرعه ودينه من الالتباس والاشتباه.

فالعصمة هي حفظ الله تعالى لأنبيائه ورسله الكرام -عليهم الصلاة والسلام- من الخطأ والزلل فيما يبلغونه عن الله تعالى من الشريعة والأحكام، وحفظ ذواتهم وأشخاصهم من أن يميلوا إلى المخالفة والمعصية …

قال الإمام الراغب الأصفهاني في كتابه: (مفردات القرآن)، في مادة (عصم): "عصمة الله تعالى الأنبياء: حفظه إياهم أولًا بما خصهم به من صفاء الجوهر، ثم بما أولاهم من الفضائل الجسمية والنفسية، ثم بالنصرة وبتثبيت أقدامهم، ثم بإنزال السكينة عليهم، وبحفظ قلوبهم، وبالتوفيق؛ قال الله تعالى: {وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ} (١) انتهى.

وقال العلامة الشوكاني (٢): "واختلفوا في معنى العصمة؛ فقيل: هو أن لا يمكن المعصوم من الإتيان بالمعصية، وقيل: هو أن يختص في نفسه أو بدنه


(١) سورة المائدة، الآية (٦٧).
(٢) إرشاد الفحول إلى تحقيق الحق من علم الأصول، مبحث (عصمة الأنبياء)، ص ٣٢.

<<  <   >  >>