للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وأمَّا في القرآن من قوله: {وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ} (١).

وقوله: {وَلَا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ} (٢).

وقوله: {وَلَا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ} (٣) {كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ} (٤) وغيرها من الآيات الكثيرة.

فبلزوم النَّاس هذه الطريقة الدينية الصحيحة يحصل لهم الأمن والتعايش السُّلَمي في الحياة أولًا، ثمَّ بعدها ثانيًا، وما أذهب على النَّاس أمنهم إلَّا افتياتهم على دين الله وخروجهم عن تعاليمه النافعة في الحياة وبعدها طبعًا.

فهذا الأفاك الأثيم صاحب هذه المقالة، هل يطمع بالأمن في الحياة والتعايش السُّلَمي إذا نبذ النَّاس دين الله، وتعلقوا بالمادة والأنانية وحب الشهوات وطلب الرئاسة والعلو في الأرض؟ ألم يحصل بذلك الشر المستطير؟

ألا يرى العالم مهددًا في كل وقت وحين بحروب طاحنة قد خلت من قبلها الحروب؟

ألا يرى الدول المادية منهمكة في صنع ما يدمر المدنية ويفتك بالحياة؟

حقًا إن تأمين الحياة لا يحصل إلَّا بالعمل الصالح الخالص المقصود به تأمين ما بعدها؛ خوفًا من الله ورجاء ثوابه، وذلك لا يتحقق إلَّا بالإيمان بالغيب


(١) سورة البقرة الآية (١٩٥).
(٢) سورة البقرة، الآية (١٩٠).
(٣) سورة الأعراف، الآية (٨٥).
(٤) سورة النِّساء، الآية (١٣٥).

<<  <   >  >>